0 تصويتات
بواسطة (960ألف نقاط)
علاء غواص ماهر ، قضى معظم حياته في البحار ، فعرف كثيراً عن عجائب المخلوقات البحرية ، وتعرف على بعض فوائدها للإنسان أراد «علاء» أن يمتعنا بصحبته في رحـلـة غوص مثيرة، نقف من خلالها على قدرة الله سبحانه وتعالى في أحـــد مــخلـوقـاتـه الـبـحـريــة، لنرى ونـسـمـع مـن عجائبهـا مـا يـقـوي إيمانـنـا بعـظـمـة الصانع الحكيم جل شأنه. والآن دعونا نعايش أحداث هذه الرحلة كما يرويها لنا «علاء» ، حيث يقولُ: ذات يوم ذهبتُ أنا وزميلي «زكريا » في رحلة استطلاعية إلى أعماقِ البحر ، وبعد ساعات من السير داخل البحر أوقَفْنا السفينة التي أقلتنا ، ارتدينا ملابس الغوص المزودة بوسائل الاتصال لنتمكن من التَّخاطب فيما بيننا تحت سطح الماء ، ونزلنَا مِنَ السفينة نَغُوصُ في قاع البحر.

وبينما كُنَّا قرب صخرة تغطيها الأعشاب البحرية ، ظهرت أمامنا سمكة ضخمة، يبرز مِنْ فَمها فك فيه أربعة صفوف من الأنياب الحادة ... ارتعب «زكريا » عند رؤيتها، وصاح : انظر يا علاء إنه حوت ! هيا بنا نترك هذا المكان.

أمسكت «زكريا» قبل أن يقوم بأية حركة ، وقلت له : انتظر . هذا ليس حوتاً ... بل سمكة قرش ، وهذا النَّوْعُ يُسَمَّى «القرش الأبيض» وهو أخطر أنواع سمك القرش ، رد «زكريا » وقد اشتدَّ خُوفَهُ : قرش !! يا إلهي ! لماذا لانهرب إذاً ؟! قلت له : لو أتيت بـحـركـة لصـرنـاً في خطر ! إِنَّ للقرش حـاسـة سـمـع شـديـدة الإرهاف، زوده الله بها كي يكتشف أي خفقان سريع أو متقطع صادر من الحيوان القادم نحوَهُ فَينْقَضُ عليه فجأةً وبهدوء اتَّخذنا من خَلْف الصخرة مخباً خشية أن تؤذيناً تلك السمكة، وبعد قليل أقبلت سمكة ضخمةٌ أخرى يبرز من مُقدِّم رأسها ما يُشبه السيف أو المنشار .... سأل «زكريا متعجباً : وماهذه السمكة ؟! أجبتُه : إنَّها نوع من أنواع سمك القرش ، ويسمى ( أبا منشار » . وماهي إلا لحظات حتى انثنى القرش الأبيض على شكل دائرة مغلقة ، واندفع بـسـرعـة نـحـو سـمـكة «أبي منشار » ، أدهشت هذه الحركة ( زكريا ) وقال : كيف طاوعته عظامه فعل ذلك ؟ قلت له : ليس له عظام يا زكريا » فالقـرش مـن طـائـفـة الأسـمـاكِ الغضروفية ، والغضاريف أكثر ليونةً من العظام ، فهي تساعد « القرش» على القفزات اللولبية ، وتمكنه من قطع المسافات بسرعة (٦٥) كيلو متراً في الساعة.

وفجأة تواجهت السمكتان ، ودارت بينهما معركة شرسة ، رأينا أبا منشار يجرح القرش الأبيض ، وفي الوقت نفسه كانت سمكة القرش الأبيض تقضم سمكة أبي منشار قضمة شلت حركتها ، وجعلت جسدها يغوص في الأعماق ، والدماء تقطرُ منها.

قال زكريا يالها من معركة ، فلن يلبث القرش الأبيضُ أنْ يموت هو الآخر. قلت له : لا أظنَّ ذلك ، فالقرش يمتلك أحد أقوى الأجهزة المناعية في عـالـم الحـيـوان وسوف تندمل جراحه بسرعة ، فـجـسـده يـحـتـوي على مواد تساعده في القضاء على كثير من الأمراض التي تصيبه ، وقد استخلص العلماء مواد علاجيةً من هَذا المخلوق للشفاء من أمراض السرطان ، والحروق وغيرها من الأمراض ، وذلك مـاجـعـل بـعـضــهـم يـصـف سـمـك الـقــرش بالصيدلية المتنقلة.

قال «زكريا » لقد انتهت المعركة .... هيا نعود إلى السفينة ، قلت له : تمهل يا «زكريا » إن الماء قد اختلط بالدماء ..... وهذا النوع من الأسماكِ قد زوده الله سبحانه بحاسة شم قوية ، فيشم رائحة الدم أو اللحم المتحلل من على بعد مئات الأمتار ، ولذا أطلق عليها « الأنوف السابحة » وقبل أن أُتمَّ كلامي ظهرت سمكة قرش لها ذيل طويل بطول جـسـمـهـا سألني «زكريا » : ماهذه السمكة الغريبة يا علاء » ؟! قلت له : إنه القرش الدراس» ... ثم تلتها أخرى ضخمةٌ عريضة الجسم ... فقلت له : وهذا هو القرش « الملائكي ». وفي هذه اللحظة اقتربت منا سمكة صغيرة لا يتجاوز طولهـا سـبـعـة سنتيمترات فأراد « زكريا ) مداعبتها بوضع اصبعه على فمها . جذبتُ يده بسرعة ، فاندهش ( زكريا ) وقال : إنها سمكة صغيرة ! فقلت له : صحيح إنها صغيرة ، ولكنها سمكة قرش ، واسمها « قاطع الكعكة» لأنَّ أسنانها حادة جداً ، تقضم أجسام الأسماك الأخرى قضمات دائرية متقنة ... وقبل أن تسألني يا «زكريا » اعلم أنَّ أسماك القرش تتكون من ( ٣٥٠ ) نوعاً ، وتتراوح أطوالها ما بين عشرين متراً لأكبرها ، وسبعة سنتيمترات لأصغرها والآن هيا بنا ، فلن نكون في مأمن هنا طالما « قاطع الكعكة » قد شاهدتنا.

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (960ألف نقاط)
 
أفضل إجابة
لسمك القرش احدى أقوى الأجهزة المناعية في عالم الحيوان
...