0 تصويتات
بواسطة (960ألف نقاط)

الزراعة كلمةٌ تدلُّ على جميع النشاطات التي نقوم بها في تربية الكائنات الحية ( النباتية ، والحيوانية) التي نستفيد منها في الحصول على حاجاتنا من المواد والأغذية الأساسية اللازمة لحياتنا اليومية، ففي نطاق العلاقة بين الإنسان ومتطلبات حياته اليومية تكونت أعرق مهنة احترفها الإنسان منذ وجوده على الأرض؛ إنها مهنة الزراعة تلك المهنة التي ظلت في تطور مستمر بفعل توارث الخبرات الزراعية المتراكمة ، وتناقلها عبر الأجيال المتعاقبة ، حتى أصبحت الزراعة في وقتنا الراهن علماً شأنه شأن العلوم الطبية ، والفلكية ، والهندسة الوراثية .. وغيرها من العلوم الحياتية الأخرى ، وذلك لما للزراعة من أهمية كبرى ودور فاعل في حياة المجتمعات، وتقدمها لذلك كانت الزراعةُ ، ولا تزالُ في بلادنا بمثابة العمود الفقري الذي يقوم عليه الاقتصاد الوطني، فهي تُوفِّرُ فُرص عمل واسعةً لأفراد المجتمع ، كما أن الصناعات الخفيفة ، والصناعات الغذائية والدوائية في كثير من البلدان تعتمد على الخامات الزراعية ( النباتية والحيوانية) علاوةً على أنها تمثل مصدراً مهما للعملات الأجنبية التي يحتاجها المجتمع في مضمار التنمية الشاملة، لقد حبا الله بلادنا بمقومات طبيعية جعلتها بحق كما وصفها القرآن «بلدة طيبة» فأطلق عليها منذ القدم «العربية السعيدة » حيث تتسم بِمُنَاخ مُتَنوع، وتضاريس خلابة تُساعد على إنتاج العديد من المحاصيل الزراعيَّةِ طَوَالَ العام، إن توافرت لـهـا مياه الري الكافية، وعلى الرغم من ذلك فإن بلادنا لاتزالُ تَسْتَوْردُ بعض السلع الغذائية كالقمح ، والأرز؛ لعدم كفاية إنتاجنا المحلي من المحاصيل الزراعية ، خاصة في ضوء التزايد المستمر في عدد السكان كل عام.

لذلك فقد أضحى (الاكتفاء الذاتي» من المنتجات الغذائيَّةِ حُلُما يُراودُ ذهن كُل أبناء اليمن ، وغايةً تتوجه إليها كافةً خُطَطِ التَّنْمِيَّةِ الزّراعِيَّةِ فِي بلادنا ، ولن يتحقق هذا الحلم ما لم تتظافر الجهود لوضع الحلول المناسبة للمعوقات التي تُهَدِّد مستقبل التنمية الزراعيَّةِ في اليمن خاصةً مُشكلة افتقار بلادنا للمصادر المائية الصالحة للري كالأنهار، ومشكلة التوسع المستمر في زراعة شجرة القات على حساب المحاصيل الغذائية ، الأمر الذي يجعل المسؤولية مشتركة يتحملها الجميع حتى نَنْجُوَ بِبَلادِنَا ، ومستقبلِ أَجْيَالِنَا من شبح الجوع، وذُلِّ التَّبَعِيَّةِ التي باتت تُهدِّدُ معظم سكان العالم، ولقد كان اهتمام الدولة مؤخراً ببناء السدود ، والحواجز المائية البداية الحقيقية للنهوض بالتنمية الزراعية ، حيث تم تشييد مئات السدود، ولاتزال الجهود متواصلةً في تشييدها حتى تعم كافة الأراضي اليمنية ، وتتحقق الاستفادة من مياهها في استصلاح أراض زراعية جديدة ، وإطالة الموسم الزراعي حتى تصبح أشهرُ السَّنَةِ جميعها موسماً زراعياً، وعلينا تحمل المسؤولية تجاه خطر انتشار شجرة القات على مستقبل أمننا الغذائي كي نُصْبِحَ شعباً يَأْكُلُ مِمَّا يَزْرَعُ ، وَيَلْبَسُ مُمَّا يَصْنَعُ.

2 إجابة

0 تصويتات
بواسطة (960ألف نقاط)
 
أفضل إجابة
شعباً يَأْكُلُ مِمَّا يَزْرَعُ ، وَيَلْبَسُ مُمَّا يَصْنَعُ.
0 تصويتات
بواسطة (960ألف نقاط)
الزراعة كلمةٌ تدلُّ على جميع النشاطات التي نقوم بها في تربية الكائنات الحية ( النباتية ، والحيوانية)

اسئلة متعلقة

0 تصويتات
1 إجابة
...