لقد حاول الإنسان منذ قديم الزمان البحث عن السعادة ومصادر الراحة ، فسعى لأجل ذلك جهده، كي ينال ما يصبو اليه من خلال تواصله وتلاقيه بخبرات الآخرين من بني البشر، مما اتاح له ان يفكر ويعمل ويبدع ويبتكر، ومع تراكم معارف الإنسان وخبراته، فقد بدأَت حياته بسيطة ثم تنامت وتطورت فاتجه إلى صنع حضارته وما زالت البشريه تضع بصماتها الحضارية في المجالات المختلفة.
الإنسان والإبداع العلمي المتطور:
لقد وجد الإنسان ضالته في الإبداع والاختراع لتسهيل التواصل من خلال المعرفة وتطورها وصارت التحولات الجذرية في المجتمع ثورة حقيقة في مجال العلم والعمل، ولقد تجسدت الصناعة في إيجاد قنوات الاتصال والتواصل فقربت المسافات أكثر، واظهرت أدوات متعددة للنقل السريع والتواصل فائق السرعة، وقد استخدمت في مجالات واسعة كالطب والهندسة والصناعة وغيرها، قد فتح العلم باباً نحو الفضاء فالاقمار الصناعية والاجهزة الإلكترونية التي تحملها سفن الفضاء فتحت آفاقا للدراسات العلمية وخدمت الإنسانية في نقل الرسائل والصور عبر القارات والدول وفي الاتصالات، كما أظهرت فوائد للملاحة الجوية والارصاد عبر المعلومات التي تزود بها العلماء واتجه العلم نحو البحار لمعرفة اسرارها والاستفادة منها.
كما تبدو آثار هذا العصر واضحة من خلال استثمار الصناعة في مجال الاقتصاد، وامتزاج الإبداع بين المنتج والمطور، كي يجعل العلم في سباق الزمن، فظهرت آلات ومخترعات جديدة ومتطورة تتسم بتيسير التنقل والتواصل بين البشر، وتقوم على الإنتاج الذي لا يتوقف والتطور الذي يؤدي إلى راحة الإنسان، ومع تنامي المعرفة والتقدم العلمي والتكنولوجي وتطور البحث ازدهرت الصناعات وتطورت المنتجات واصبح التواصل أكثر سهولة ويسرا، فالخبر اليوم ينتشر خلال ثواني معدودة، والتنقل أصبح مذهلاً، وتازرت المعرفة والآلة في النفوذ والسلطة.
التقدم الصناعي الحديث 2023
لقد برهن التقدم الصناعي ان الأرض اليوم اشبه بقرية صغيرة يسهل التنقل والتواصل بين أطرافها، فالطائرات النفاثة والقطارات السريعة، والاتصالات المتعددة، جعلت المتأمل للتطوير العلمي يقف حايراً إلى اين يصل العالم، ولقد سارع العلماء الى تصغير حجم الآلات والزيادة من قدرتها وسرعتها من خلال النظريات العلمية والتجريب العلمي، ولا يتوقف التطور عند حد، بل تسارعت المخترعات في تقديم افضل الخدمات للبشرية، وتسهيل الكثير من شؤونها، ان المخترعات التي سهلت الكثير من المعضلات جعلت الافق مفتوحاً أمام التطورات الحديثة المتسارعة التي تثير الدهشة والانبهار، وبين مدى الهام الله عزوجل لبني البشر في الاستفادة من العلم والمعرفة وكلها آيات الله في هذا الكون الفسيح، ان الأمة الإسلامية اليوم تقف مستهلكة وعاجزة أمام تلك التطورات الكبيرة، وعليها زمام المبادرة والمسارعة لنيل العلوم وتشجيع أبنائها على طلبه والاستفادة منه في واقع الحياة، فما أحوج مننا إلى أن تجعل هذا العصر عصر الإبداع والابتكار في جميع المجالات والمعرفة لتبني اوطانها وتكون في عزة وتمكين فتسخر الطاقات، وتقيم دين الله، و تتمكن من الاستفادة من العلوم بطريقة صحيحة.