0 تصويتات
بواسطة (960ألف نقاط)

اكتب موضوعاً عن بعض المواقف والعادات عند استخدام المياة من خلال مشاهدتك اليومية 

في أحد أيام الصيف الجميلة ، والسّماءُ ملبدة بالغيوم كانت أسرة يحيى في طريق عودتها من الحديدة إلى صنعاء وفجأةً هطلت الأمطار بغزارة فتدفقت المياهُ تَملأ الأرض فبدت كأنَّها جداول وغدران. أُعجب الجميع بذلك المنظر الرائع ، فقالت الأم : الماء نعمة من نعم الله سبحانه وتَعَالَى ، فيالها مِنْ نِعْمَةٍ عَظِيمَةٍ ! ويالَهُ مِنَ مَنْظَر رائع جميل ! ولله الحمد على كامل نعمه ، وسألت البنتُ ( عُلا ) أباها : أين تذهب مياه الأمطار يا أبي ؟

أجاب الأبُ : من المياه ما تغمرُ الأرض كما تشاهدين فَتَرتَوِي مِنْ عَطَشها وتكتسي حلةٌ مِنَ الجمال بخضرة أشجارها ، وتفتح أزهارها ، فسبحان الله القائل : ( وَيُنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِ بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا) وانظري يابنيتي إلى مياه ذلك الوادي التي تزيد بهطول الأمطار فتظل في سريانها لتصب في السهول الساحلية ومن المياه ما تتسرب في باطن الأرض وهي التي تُسمى بالمياه الجوفية ، وتعتمد بلادنا عليها بدرجة أساسية ؛ لأنَّ معدل هطول الأمطار قليل إضافةً إلى عدم وجود أنهارٍ.

علا : هل المياه الجوفية كافية لفترة طويلة من الزمن !

الأب : الحقيقة هي غير كافية ، وقد أثبتت الدراسات بأن الاعتماد عليها قد معا تزايد بشكل كبير ، بسبب النمو السكاني المتزايد الذي يزيد استهلاك الماء ، ووجود التطور الزراعي ، ودخول آلات الحفر والمضخات الحديثة ، والتي أدت إلى حفر الكثير من الآبار المائية بطريقة عشوائية.

وتؤكد الدراسات أنَّ كثيراً من الأحواض المائية قد نضبت منها المياه، وخصوصاً في المدن الرئيسية كحوض أعالي وادي رسيان الذي تستم منه مدينة تعز المياه الضرورية للاستهلاك السكاني.

عُلا : لقد بدأت أشعر بالقلق والخوف يا أبي ؛ فكان كلامك هذا يُنذِرُ بوجود أزمة مياه في بلادنا ! 

الأب : صحيح فبلادنا تُعد من البلدان الشحيحة والمحدودة في مواردها المائية ولهذا فإنَّ ازدياد الاعتماد على المياه الجوفية ، وعدم الاهتمام بمستقبل أجيالنا ، قد يؤدي إلى وجود أزمة مياه حادة في بلادنا. 

علا : وما العمل يا أبي تجاه هذه المشكلة ؟

الأب : سؤال جيد ومهم يابنيتي فمشكلة المياه تهم جميع أفراد المجمتع، وبما أن الماء أساس الحياة ، ومستقبلُ الأمن المائي لأجيالنا أمانة في أعناقنا جميعاً ؛ فالواجب علينا تكثيف جهودنا نحو تنمية الموارد المائية ، كما أن التنسيق المستمر بين الجهات المسؤولة عن تنمية الموارد، رد علا قائلا: الموارد المائية أمر ضروري ومهم ، ولقد وضعت الدولة استراتيجية وطنيةً شاملةً تتضمن حماية الموارد المائية من الاستنزاف والتلوث عن طريق إجراء البحوث ، وإيجاد القدرات الكافية لتقييم الموارد المائية ، وإقامة المنشآت كالسدود والحواجز المائية وقنوات الري في الأودية ، إضافةً إلى الخزانات والسدود التحويلية الصغيرة للاستفادة من مياه الأمطار في تنمية الموارد المائية تنفست عُلا الصعداء قائلةً: الحمد لله ، لقد اطمأن قلبي أشكرك يا أبي. 

رد عليها الأبُ : إنَّ كل هذا الجهد لا تكفي لحماية بلادنا من مشكلة شحة المياه بل لابد من التعاون بين الجهات الرسمية في الدولة ، وبين المؤسسات الشعبية ، والمجتمع بأسره.

علاء : ماذا تقصد بكلامك هذا يا أبي ؟

الأب : إذا ظل استغلال المياه من قبل جيل الحاضر يتسم بالإهدار ، وسوء الاستخدام سواء عند ري المحاصيل الزراعـيـة بـطـريـقـة الـغـمـر ، أو بطرق عشوائية أخرى ، أو الإسراف فيها عند الاستخدامات المنزلية ، أو غير ذلك سنظل نعاني من مشكلة شحة المياه ؛ ولهذا فإنَّ دورنا في تنمية الموارد المائية يتمثل في الحفاظ عليها ضـمـانـاً لنا ولأجـيـالـنـا ، وذلك بترشيد الاستهلاك ، وعدم الإسراف فيها اقتداءً برسولنا الأعظم فعن عبدالله بن عمرو بن العاص أنَّ رسول الله ﷺ مر بسعد وهو يتوضأ ، فقال : « ماهذا الإسراف ياسعد ؟ قال : أفي الوضوء إسراف ؟ قال : نعم ولو كنت على نهر جار. وواجب الدولة نشر التوعية بين المواطنين بعدم العبث بالمياه ، والمحافظة على مصادرها من التلوث ، ولنكن جميعاً قدوة عند استخدام المياه حفاظاً عليها ؛ فالحفاظ عليها مسؤولية الجميع.

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (960ألف نقاط)
 
أفضل إجابة
في أحد أيام الصيف الجميلة ، والسّماءُ ملبدة بالغيوم كانت أسرة يحيى في طريق عودتها من الحديدة إلى صنعاء وفجأةً هطلت الأمطار بغزارة فتدفقت المياهُ تَملأ الأرض فبدت كأنَّها جداول وغدران. أُعجب الجميع بذلك المنظر الرائع ، فقالت الأم : الماء نعمة من نعم الله سبحانه وتَعَالَى ، فيالها مِنْ نِعْمَةٍ عَظِيمَةٍ ! ويالَهُ مِنَ مَنْظَر رائع جميل ! ولله الحمد على كامل نعمه ، وسألت البنتُ ( عُلا ) أباها : أين تذهب مياه الأمطار يا أبي ؟
...